إنها الكرامة وتعني أن يعيش الإنسان محترماً لا يقبل لنفسه الذل والمهانة.
هذا المعنى المهم له علاقة بموسم الإمتحانات، هي قصة لشاب جامعي أعرفه جيداً ولنسميه (مصطفى) الذي يحكي قصته قائلاً: كنت لا أذكر، وبالتالي أرسب في الإمتحانات، وأعتمد على الغش في الإمتحانات، وذات مرة وفي ليلة الإمتحان بدأت أخطط لكيفية الغش في هذه المادة، فدرست غرفة الإمتحان جيداً، فكنت أجلس في لجنة الإمتحان بجوار شباك فيه (شيش)، أستطيع أن أرمي منه ما أريد، فاتفقت مع صديقي، وقلت له: سآخذ معي ورق امتحان لاختبار قديم، وعندما أستلم ورقة أسئلة هذا العام، سأرميها إليك من الشيش، وأضع الورقة القديمة أمامي، وتقوم بالإجابة على ورقة الأسئلة وتضعها وراء (السيفون) في دورة المياه، وسأنزل بعد نصف ساعة لأبدل الورقة وأرى الإجابات وأحل الأسئلة بسرعة وأنجح.
وعندما بدأت في تنفيذ هذه الخطة، أمسكت بالورقة كي أرميها من الشيش، فبدأت ضربات قلبي تزداد، وبدأ العرق يتصبب مني، وشعرت بأنني إنسان صغير، وأحسست بأنني مُهان وَمُذل، فشعرت بألم نفسي رهيب، وبدأت يدي ترتعش وأنا أترقب التفاف مراقب اللجنة عني كي أرمي الورقة من الشيش، وعندما التفت عني، وضعت الورقة في الشيش، فمع ارتباكي، لم تخرج من الشيش وظلت (محشورة) فزداد الارتباك والعرق، وبعد معاناة نزلت الورقة لصديقي بالأسفل.
فجلست في اللجنة لا أكتب شيئاً لأني لم أذاكر، وبعد نصف ساعة طلبت من المراقب النزول لدورة المياه، فاشتبه فيَّ لارتباكي، فذهب معي وظل واقفاً على باب دورة المياه، فشعرت بمدى ذلي ومهانتي، فوجدت الورقة خلف (السيفون) والمراقب واقف أمامي، ومتأكد أني سأقوم بعمل شيء، وظللت علي ذلك عشر دقائق، وفي اللحظة الأخيرة نظر وراءه فأخرجت الورقة القديمة من ملابسي واستبدلتها بالجديدة، وكتبت ونجحت في هذا الإمتحان ولكن سقطت في باقي المواد..
ويضيف مصطفى: بعدها شعرت بالاهانة الشديدة، فأقسمت بالله أن أذكر في السنة القادمة وألا أهين وأذل نفسي، فذاكرت واجتهدت ونجحت وتخرجت والحمد لله.
الله العزيز وضع فينا غريزة الكرامة فهو (جل شأنه) لا يرضى لعباده الذل ولا المهانة، فاحفظ كرامتك ولا تغش في الإمتحانات واحترم نفسك العزيزة، وإياك أن تهين نفسك لتحقق بسمة أمل.
بقلم الدكتور عمرو خالد