مرجعك الدائم للنجاح والتفوق والتنمية الذاتية، والتحضير للمباريات والكفاءة التربوية والتأهيل المهني والشؤون الإدارية

بحث هذه المدونة الإلكترونية


الــتـربــيــة الــروحــيــة

            إن المقص   التربية الروحية في الإسلام أو تزكية النفس أو السير إلى الله سبحانه وتعالى، أو غير ذلك من المصطلحات التي نجدها عند الصوفية وفي كتب التربية الروحية عموما، تصب كلها في وعاء واحد وهدف واحد هو الانتقال من نفس غير مزكاة إلى نفس مزكاة، ومن عقل غير شرعي إلى عقل شرعي ومن قلب قاس
مريض إلى قلب مطمئن سليم، ومن روح شاردة عن باب الله غير متذكرة لعبوديتها وغير متحققة بهذه العبودية، إلى روح عارفة بالله قائمة بحقوق العبودية له، ومن جسم غير منضبط بضوابط الشرع إلى جسم منضبط بشريعة الله عز وجل، وبالجملة من ذات أقل كمالا إلى ذات أكثر كمالا في صلاحها وفي إقتدائها برسول الله  قولا وفعلا وحالا.
           ومن مظاهر هذه التربية أن يتحكم الإنسان في نفسه، فلا يجده الله حيث نهاه، ولا يفقده حيث أمره، ولا يظهر منه ما يغضب الله عز وجل، فهو كالغيث أينما وقع نفع، صالح في نفسه مصلح لغيره، مفيد لمجتمعه وأمته، وعلى العموم هو باقة من الفضائل والمثل الرفيعة والقيم الصالحة، القائمة على العلم والمحاسبة والمراقبة والمجاهدة الذاتية والإيثار والتضحية، وحب الآخرين، فهو كله خير ولا يعرف الشر إليه سبيلا.
           والتربية الروحية بهذا المفهوم، وبهذه المظاهر لا تعني الانسلاخ من المجتمع والهروب من دنيا الناس فالذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، ولأن الإسلام لا يضحي بمصالح العباد في الدنيا من أجل الفوز بالآخرة، ولا يعرف الخصام بين المعاش والمعاد، ولا خصاما بين الروح والجسد. بل  هذا  الخصام  مفتعل ، وضعه القاصرون في فهم الدين ، والإسلام  منه بريء.



ليست هناك تعليقات: