مرجعك الدائم للنجاح والتفوق والتنمية الذاتية، والتحضير للمباريات والكفاءة التربوية والتأهيل المهني والشؤون الإدارية

بحث هذه المدونة الإلكترونية


إخراج التلاميذ من الفصل : أسباب الوقاية والعلاج

 
تربويات24 >>
 أمام استفحال ظاهرة إخراج بعض التلاميذ من أقسامهم، وحرمانهم من حصصهم الدراسية وما يترتب على هذا الإجراء من مضاعفات تربوية وقانونية، واستناداً إلى المبررات التشريعية والقانونية والتربوية، ورغبة في تبصير الإخوة المدرسين بخطورة الإقدام على هذه الخطوة،

وتفادياً لكل إشكال يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، ارتأيت أن أقدم هذا المجهود المتواضع وهو عبارة عن تحسيس بأن هناك اجماعاً على الضرر الكبير الذي يحدثه اللجوء لمثل هذه الممارسات خصوصاً إذا تعلق الأمر بأسباب ومخالفات بسيطة أو في ظروف معينة قد يتم تجاوزها بالإعتماد على الحنكة والذكاء وبما تقره أساليب التربية والنظام. وللتذكير فإن التلميذ هو الدعامة الأساسية ومحور المنظومة التربوية، وكل تقصير أو تهاون في حق المتعلم يعد مسّاً بحق من حقوقه وبمرجعيات الإصلاح. وقد يلجأ بعض المدرسين أو الإداريين إلى معاقبة بعض التلاميذ بإخراجهم من فصولهم الدراسية بسبب إهمال أو تهاون، وهو ما يترتب عليه حرمانهم من بعض الحصص، ويغيب عن البال أن إخراج التلميذ بسبب مخالفة ما قد يعرض الفاعل لمتابعة قانونية خاصة حال تعرض التلميذ لاقدر الله لمكروه (ضرب-جرح-عاهة-حادثة سير-اغتصاب...) فتصبح المسألة آنذاك جناية.
    وللعلم فإن هناك أساليب تربوية وقائية وأخرى علاجية للتعامل مع سلوكات التلاميذ وفق أسس تربوية مناسبة، ولايتسع المقام للتطرق لهذه الأساليب والتي قد نعود إليها إذا اقتضت الظروف. ولا يغيب عن أذهاننا أن ثمة مخالفات من ثلاث درجات، ولكل درجة منها أساليب علاجية ملائمة، قد نذكر بها لاحقا، لكن إخراج التلميذ من القسم هو آخر إجراء يتم اللجوء إليه. فمتى يتم ذلك ؟ وماهي آليات توظيفه؟
    قبل توضيح ذلك أذكر مثلا في حال تأخر تلميذ ما، أن يدوّن اسمه ويسأل عن سبب التأخّر فلا يوقف أو يُحرم من الحصص الدراسية لأن ذلك يفوّت عليه الاستفادة مما جاء أصلا من أجله.
وإذا كان أي تلميذ مطلوباً للإدارة (تلاميذ يوجهون للإدارة/في ورقة الغياب) فإن بقاءه في القسم دون إرساله للحراسة العامة غير قانوني ويتحمل المدرّس تبعاته.
   أما إذا كان تلميذ يعرقل إنجاز الدرس ويشوّش على زملائه، فهنا وجب إرساله للإدارة مصحوباً بتقرير في ذلك الشأن، عندها يبدأ دور الحراسة العامة في معالجة الأمر دون إخراج التلميذ الذي يجب أن يبقى خلال تلك الحصة تحت المراقبة إلى أن تتخذ في حقه الإجراءات المناسبة.
   - مقال آخر للأستاذ المحترم ذ/ عبد الرحيم المقري أبو أيمن:
وقفنا في المقال السابق حول موضوع (إخراج تلميذ من الفصل) على حالتين اثنثين: أولاهما حين يكون المعني بالأمرمطلوباً للإدارة بسبب الغياب. وثانيتهما حين يتسبب في عرقلة سير الدرس أو إقدامه على فعل خطير. ومن خلال رصد آراء بعض المدرسين (أثناء الاجتماعات أو مناقشة مسائل تربوية ) خلصنا إلى تباين الآراء واختلاف الدوافع وراء الإقدام على إخراج تلميذ من القسم :
** أستاذ يبرر فعله هذا بأنه كان متوتر الأعصاب ولم يُطِق تحمّل تلميذ( أو مجموعة تلاميذ ) نسي دفتراً أو كتاباً مقرراً أو قام بتصرف بسيط ( لا يستوجب حرمانه من دروسه).
** أستاذ آخر يبرر موقفه (بخلفية ماكرة وساذجة في آنٍ معا) بأنه إذا أخرج تلميذاً فهو يورّط بذلك الإدارة بزعمه أنها هي من تتحمل المسؤولية.
** أستاذ ثالث يعترف بأنه يجهل العواقب المترتبة عن ذلك.
** وآخر يعزو إقدامه على هذا الفعل بأن التلميذ المفعول به سيكون عبرة للآخرين. وهذا غيض من فيض، وبإمكاننا أن نستنتج ما نشاء من دوافع وأهداف وعواقب. وأنتهز الفرصة لأقترح على المدرسين أن يلموا بمثل هذه الظواهر ويدرسوا كيفية معالجتها، وكيفية حماية التلاميذ وحماية أنفسهم، وكذلك على الإدارة أن تقوم بحملات تحسيسية في هذا الصدد بحيث تكون العلاقة شفافة وواضحة بين الطاقمين الإداري والتربوي بما يخدم مصالح الجميع. ومن باب المقولة المشهورة(الوقاية خير من العلاج) نتطرق في مقالتنا اليوم إلى الأساليب التربوية الوقائية منها والعلاجية أملنا في ذلك الإصلاح ما استطعنا، ونعرج في الختام على تصنيف المخالفات السلوكية.
الأساليب الوقائية التربوية :    تحرص إدارة المؤسسة والهيئة التدريسية فيها على اتباع الأساليب الوقائية التربوية التالية بهدف زيادة أنماط السلوك التكيّفي :
-1- احترام شخصية التلميذ ومشاعره.
-2-تفهم حاجات التلاميذ وحسن الإصغاء لأفكارهم وآرائهم في مختلف القضايا التي تهمهم وإفساح المجال أمامهم للتعبير عن هذه الأفكار والآراء في حدود اللياقة والمسؤولية تجاه إدارة المؤسسة ومدرسيها.
-3-تطوير ودعم النشاطات المدرسية وإشراك التلاميذ والأساتذة فيها إلى إيجاد تفاعل إيجابي واحترام متبادل بينهما.
-4-التنسيق بين إدارة المؤسسة والمدرسين في مواجهة مشكلات التلاميذ.
-5- عدم التحيز لتلميذ أو فئة من التلاميذ .
الأساليب العلاجية التربوية :    تتبع المؤسسة التعليمية أساليب علاجية تربوية ترمي إلى تحقيق أهداف الإنضباط داخل أسوار المؤسسة وعلى مدار اليوم، وإبرز تلك الأساليب :
-1-معالجة السلوك غير المرغوب فيه بطرق تربوية إرشادية، دون المساس بكرامة التلميذ الذي صدر منه هذا السلوك، أو امتهان شخصيته.
-2-اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق التلميذ بغض النظر عن وجهة نظر المدرس أو ميله الشخصي.
-3- معالجة المشكلة بعد حدوثها مباشرة ومواجهة التلميذ المخالف على انفراد، وبحث موضوع مشكلته من حيث الأسباب والنتائج، وانعكاس ذلك عليه .
-4-إفساح المجال أمام المرشد التربوي للإسهام في مساعدة التلميذ على تحسين تكيفه الشخصي والإجتماعي .
-5- الاستعانة بمجلس الإنضباط في حل مشاكل التلاميذ ومشاركة أولياء الأمور في ذلك.
تصنيف المخالفات السلوكية :    بعد أن أوردنا الأساليب التربوية الوقائية منها والعلاجية نعرج على أقسام المخالفات السلوكية التي يرتكبها التلاميذ وهي على ثلاثة أصناف :
مخالفات من الدرجة الأولى :
-1-عدم التقيد بالزي المدرسي .
-2-عدم إحضار الدفاتر والمقررات .
-3-عدم إنجاز الواجبات المنزلية .
-4-حمل أو استخدام الهاتف النقال داخل المؤسسة.
مخالفات من الدرجة الثانية :
-1- الكتابة والحفر على الجدران أو الأبواب وفي أي مكان غير مخصص لذلك .
-2-العبث بالممتلكات المدرسية أو أجهزتها .
-3-الشجار اللفظي مع الغير أو استخدام التهديد ضده .
-4-حيازة أو نشر المواد الإعلامية المنافية للأخلاق. النطق بألفاظ بذيئة أمام الزملاء أو المدرسين أو العاملين بالمؤسسة.
-5-جلب المواد أو الألعاب الخطيرة مثل المفرقعات أو المواد الكيماوية إلى المؤسسة .
-6-تكرار مخالفة من الدرجة الأولى .
مخالفات من الدرجة الثالثة:
-1-إلحاقُ الضرر المتعمد بممتلكات وتجهيزات المدرسة و الزملاء والمدرسين والعاملين بالمؤسسة .
-2-التحرشات السلوكية الشاذة والمنافية للأخلاق.
-3-تعمد إلحاق الأذى الجسدي بتلميذ ما .
-4-سرقة ممتلكات الآخرين .
-5- ممارسة التدخين وما يشبهه.
-6-حيازة المخدرات أو الترويج لها داخل المدرسة .
-7- تهديد إداري أو معلمي المدرسة أو العاملين بها أو الإعتداء عليهم أو إلحاق الضرر بهم .
- 8-حيازة أو استعمال الأدوات الحادة أو أي سلاح من أجل التهديد داخل المدرسة .
-9-تزوير الوثائق الرسمية الصادرة عن المؤسسة .
-10-الغش في الإمتحانات سواء بإعطاء المعلومات أو أخذها .
-11-تكرار مخالفة من الدرجة الثانية. وسأعود قريباً لتوضيح طرق التعامل مع هذه المخالفات وأنتظر من السادة الإداريين والتربويين أن يدلوا بآرائهم واقتراحاتهم في الموضوع .
وأرجو أن تعم الفائدة.


                                        ذ/ عبد الرحيم المقري أبو أيمن

ليست هناك تعليقات: