ديداكتيك النص الفلسفي
دراسة النص الفلسفي:
1. طريقة ديداكتيك النص الفلسفي.
أـ كيف يجب تقديمه بين يدي المتعلم؟ ب ـ الاقتراب منه • ما القراءة و ما أصنافها و ما المطالعة؟ القراءة أصنافها المطالعة • و كيف يتم الدخول في النص؟ مرحلة التحضير و التحليل (و/أو) مرحلة استثمار النص مفاتيح النص - إدراك هندسة النص - الإحاطة العامة • تفكيكه و تركيبه؟ تفكيكه تركيبه 2. تقويمه أ ـ من حيث انتقاء النص ب ـ من حيث الفهم و استثمار هذا الفهم ج ـ من حيث تقويم صاحب النص: وقفة للرد على هذا السؤال: هل أجاب النص على السؤال الإشكالي الذي انطلق منه و كيف؟ 1. طريقته أـ كيف يجب تقديمه بين يدي المتعلم؟ و هنا نقصد التقنيات التي تساعد القارئَ على الاتصال بالنص، و من ثمة على الدخـــول فيه، كعــلامات الوصـل و الفصل و القول و الوقف و التنصـيص و التعـقيف و التقويس و الاستفهام و التعجب و الحذف و الشرح و الحصر و الرجع، و كذا علامات الشكل و الفخم و التوضيح و التوجيه … و كذا، ترقيم المفردات و العبارات التي تحتاج إلى شرح، و هذا حسب تـتابعها في النص، و كذا، الإشـارة إلى التعرف على أسماء الفــلاسفة أو المفكرين الوارد ذكرهم في النص؛ و الإشـارة إلى مـــــذهب أو اتجـاه فلسفي و كذا، عنوان مصدر (كتاب) ارتأى صاحب النص ذكرَه. ب ـ الاقتراب منه • ما القراءة، و ما أصنافها، و ما المطالعة؟ القراءة القراءة هي النطق بمتن النص، و التلفظ بمكتوبه، و ما يتضمنه من محتوى، و يتم ذلك، عن طريق البصر، فيتحرك اللسان و تسمع الأذن. أصنافها الأول: القراءة الأولية: و هي قراءة أولى تمهيدا لتحقيق الاتصال، و يكون ذلك، عن طريق القراءة الشخصية؛ الثاني: القراءة المعبرة: و هي القراءة المتأنية التي يتعين فيها من الناحية الشكلية، الوقوف عند الجمل و الفقرات؛ و يتعين من الناحية المعنوية، تكرار العبارات التي تبدو أساســـية أو الضغط عليــــها، عند التــلفظ باللســــان، و كـذا، على المفــردات المفتــاحية أو المصطلحات و الكلمات التي تحتاج إلى وقفة و شرح. و الغرض من هذا كله، هو السعي إلى اكتشاف بنية النص؛ الثالث: المطالعة: و هي القراءة التي تستهدف الاطلاع على مضمون النص، و إدامة النظر فيه. • و كيف يتم الدخول في النص؟ تحضير النص و استثماره و قبل عرض مراحل الدخول، لا بد من هذه الملاحظة، و هي أنه يتعين على الأستاذ المدرس للفلسفة – و هذا للاقتراب من النصوص التي سبق اختيارها ـ أن يأخذ بعين الاعتبار، مرحلتين أساسيـتين: مرحلة التحضـير و التحليل، و مرحلة استثمار النص لتحرير مقالة فلسفية. مفاتيح النص:
و هذا يستوجب إدراك هندسة النص، و الإحاطة العامة.
* و عليه أن يعلم أيضا، بأن النص الذي نقترب منه، هو بمثابة البيت الذي ندخله؛ فهو بيت مهَندس ذو شقق، له أبوابه و نوافذه و أقفاله؛ و لا سبيل لنا لدخوله من غير أبوابه و فك أقفالها و فتحها. و على هذا الأساس، لا نملك في ذلك، أداة أنجع من إدراك هندسة النص في هيكلته و بنيته، لأن هذا، يمكننا من قراءة النص، قراءة عمودية، تستوجب تتبع حركة الفكر المتسلسلة فيه، من المنطلق إلى المنتهى. و المقصود بهذه القراءة، الوقوف على محطاتها الكبرى، و ما يتفــرع عنها، من حلقات متــــواصلة الواحدة بعد الأخـــرى، و إدراك الهندسة المحكمة التي أرادها الكاتب. و من هنا، يمكن القول، بأن من لم يدرك النص إدراكا عموديا، قد يُـلحق ضررا بصاحبه، و إجحافا بحقه، لأنه سيقـْدم على قراءته قراءة أفقية، خارج سياقها المنهجي. و هذا طريق مفتوح، يؤدي حتما، إلى الانزلاقات و ما يترتب عنها، من اختراقات و مظالم. و مــن هنا، نفهم بأن للنص حرمة، و بأن الاقتراب منه، يستوجب الأخذ بأدبيـات، و أخلاقيات (Déontologie) ، لا تختلف في المبدأ، عنها في مجالات التعامل البشري. و نقصد بالإحاطة العامة، اقتراح السؤال الجـوهري الذي يُعتبر النص جوابا عنه؛ و هذا يتم باجتياز مرحلتين هما: ضبط العنوان أو الفكرة الأساسية؛ و تحويل هذا العنوان إلى سؤال؛ و يترتب عن ذلك، إنجاز مرحلتين: النظر إلى النص باعتباره جوابا، مع فحص السؤال المقتــرح للتهذيب و التصحـــيح؛ ثم تحديد المصطلحات، و حـل العبـارات المقفلة، و توضيح المفردات المفتاحية. • و كيف يتم تفكيكه و تركيبه؟ تفكيكه: أ ـ التمييز بين الجملة و الجزء منها؛ ب ـ التمييز بين الفكرة التامة و غيرها؛ ج ـ إدراك النص في تسلسله العمودي؛ د ـ إدراك النص في انتشاره الأفقي؛ هـ. التعامل معه، على أساس أن كل جملة، تعد جوابا عن سؤال. تركيبه: أ ـ الوقوف على منهجيته المستخدمة أي تنازليا؛ ب ـ إعادة تركيبه عكسيا أو تصاعديا؛ ج ـ إعــــــادة صياغته في كلمات وجيــزة، حسب الأفكــار و الفقــرات و وحدات النص. 2. تقويمه إن المقصود هنا، هو تقويم استحقاق النص من حيث استجابته للمواصـفات الجوهرية و المقاييس العلمية و الفلسفية و التربوية الخاصة بانتقائه؛ و من حيث أسلوب توظيفه في عملية التحليل و التقويم. أ ـ من حيث انتقاء النص و من ذلك مثلا، أنه يجب: 1. أن يكــون النص أصيلا، يعكس في متنه مذهبا أو جزءا هاما من المذهب أو رأيا في قضية محددة؛ 2. و أن يعبر عن فكرة تتضمن رأيا أو تصورا مؤسَّساً، يَبرُزُ فيه، المسار المنطقي الذي يصل المقدمات بالنتائج عن طــريق الاستــــدلال القائم على البرهنة بالحجة و الدليل، و على الاستنتاج السليم؛ و أن يتقدم كبناء متكامل، يطرح إشكالا، و يعالجه في تسلسل متماسك، و متكامل من الأفكار. 3. و أن يتوفر على الخصوبة الفكرية، و يدعو إلى إشراك الغير في التأمل؛ 4. و أن يحـمل مــا يمـيزه من خصوصيــــــات في طـــرح القضــايا الفلسفية و معالجتها، و أن يذهب في معالجته، إلى استقصاء ما أمكن من الحلول؛ 5. يرتبط بالبرنامج المقرر؛ 6. يكون قابلا لأن يستثمر في الدرس و العرض و المقالة؛ 7. يقدم للدرس أو يوضحه أو يشكل منطلقا لمشروعى مقالة؛ 8. يكون في مواقفه قابلا للتبني أو الدحض و الجدل. ب ـ من حيث الفهم، و استثمار هذا الفهم أي بالنظر إلى إدراكنا للنص و مستوى توظيف ما تم إدراكه، لأن التمكــــن من التغلغــــل في المتن هو أساس دراســـــــة النص؛ و المقصود بهذا التمكن، ليس فقط الشرح و التحليل، بل هو أيضا، التمييز بينهما، و بين التأويل، و التمييز المنهجي بين العرض و النقد و الرأي، بين إرادة صاحب النص و تأويلنا له. ج ـ من حيث تقويم صاحب النص، و يتمثل هذا الجانب، في وقفةٍ، للرد على هذا السؤال: هل أجاب النص على السؤال الإشكالي الذي انطلق منه و كيف؟ هكذا إذن، نخلص إلى أن لقراءة النص الفلسفي، شروطا أساسية، بعضـُها يتعلق بمرحلة ما قبل الاقـتراب منه، و هي تعنى بكيفية تقديمه بين يدي المتعلم؛ و بعضـُها الآخر، يتعلق بمرحلة الاقتراب منه، و هي مرحلة تستوجب المرورَ بالقراءة، و المطالعة و الدخولَ في النص، و تفكيكَه و تركيبَه و السعيَ إلى تقويم إجابة النص، بالنظر إلى السؤال الجوهري المطروح؟ وتيسيرا للتمرس على دراسة النص، بشكل عملي و وظيفي، فإننا نرى من المفيد، أن نجمل أهم الخطوات المنهجية في هذا الشأن، في هذه الكلمات الموجزة: بحيث لا بد من: أولا: تقديم النص في شكله التقني، تقديما يستجيب للمقاييس العلمية و البيداغوجية و الجمالية، كشكل الكلمات، و إبراز الأفكــار الأساسية أو الفـــرعية بالرجوع إلى السطر، و وضعه في متناول المتعلم بحيث تهون قراءته، و تسلم من جميع الأخطاء، و يرتقي بها فهمه، إلى التحكم في جميع أفكاره؛ ثانيا: و تكليف المتعلمين بتحضير النص، مع تعيين المهمة في ذلك، و في إطار ما وصله من منهجية، كأن نلزمهم بقراءته قراءة سليمة، و معبرة أو بتقديمٍ له، في السياق الفكري الذي يلائمه، و بطرح الإشكالية في صورة تشوِّق القارئ أو المستمع، للتعرف بكل إلحاح على الجواب، أو نلزمهم بتقديم موقف المؤلف، تقديما يقوم على اكتشاف البنية و مختلف عناصرها المنطقية من حجج و أدلة. ثالثا: و توجيه المتعلمين إلى تنـاول النص، بأسئلة منهجية ومتدرجة و متكاملة، كأن نسأل مثلا: 1 ـ ما هو الموضوع الفلسفي الذي يطرحه المؤلف، و كيف يمكن التعبير عن مشكلته؟ 2 ـ ما هي إجابته أو موقفه أو أطروحته؟ • ما هو منطقها؟ • و ما هي الأفكار التي يدافع عنها؟ 3 ـ هل يمكن أن نتبناها أو نرفضها؟ (في الفصل الأخير من السنة) 4 ـ ماذا نستنتــج؟ • رسم الإشكالية كما وردت على رأس النص أو الإشكالية المحتملة التي يقدرها القسم لتكون إطارا عاما للنص؛ • التثبت من تحضير المتعلمين للنص، قبل الشروع في دراسته و في أثنائه؛ • تطبيــق الطرائق التي سبق وصفها، تبعا للهدف الذي نسعى إلى تحقيقه و للكفاءات المقررة، كأن نقصد إلى مجرد تحليله أو إلى تحليله كمشروع لتحرير مقالة فلسفية أو للاستفـادة منه في الدرس، بغرض توضيح أو تكملة جوانب منه؛ • استثــمار النص استثمارا كافيا، بحيث يحقق الكفـاءات الخاصة بالدرس و بالنص، و بعض الكفاءات الخاصة بالمقالة.
أوبليل حميدي مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة
مقاطعة وهران |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق