مرجعك الدائم للنجاح والتفوق والتنمية الذاتية، والتحضير للمباريات والكفاءة التربوية والتأهيل المهني والشؤون الإدارية

بحث هذه المدونة الإلكترونية


الأستاذ العربي وتحنيط المعرفة

تربويات24 >>
     يدخل المدرّس العربي المدرسة وهو متأكّد أن عمله التعليمي التعلمي لا يتجاوز تطبيق ما سطرته البرامج التي يتسلّمها من مدير المعهد موصياً إياه بعدم الخروج عنها ثم ّ يشتري الكتاب المدرسي لينجز الدروس التي أعدّها مؤلفون من ذوي السوابق المدرسيّة في عالم التفتيش.
ويدخل هذا السلوك الطمأنينة على النفس فلا يقع إزعاجه من الولي و لا يتم تتبعه الزجري من المفتش التربوي. وقد يتوصل إلى تحقيق نتائج طيبّة مع متعلميه.
    ويتدعم هذا السلوك المدرسي عندما يسمع أن زميلا له زاره المفتش و وبّخه لخروجه عن البرامج و تحويل وجهة الحصّة الدراسية إلى استنفار لمعارف المتعلّمين وتفكير في الظواهر المعاينة وتبادل للأراء بين المتعلّمين .
    فيزداد المدرّس الجديد و القديم تعلّقاً بحكمة المفتش التربوي و تقدير مكانته فهو الراعي للمعارف و السارح بها في متاحف الجمود وهو السلطان المعرفي و الناموس التعليمي و الجلاّد العادل لشطحات الخارجين عن قوانين التطابق مع توصيّات ذوي الجاه في المراكز السنيّة.
    يعرف المدرّس العربي خلال مسيرته التعليميّة حكمة واحدة يطبقها دون المساس بقدسيتها "من أعطاك حبلا فكتفه به" فالحبل هو البرامج والضمير العائد هو المفتش التربوي و من تبعه بغير إحسان. فتكون دروسه مطابقة للبرامج في محاكاة قاعديّة لا تختلف إلا في النفس الذي يؤدّيها.
    قد يبدو الوفاء للبرامج و الكتب أولوية مطلقة عند معدّي البرامج و مفتشي التربيّة لأنها تضفي عليهم مسحة التعالي عن جمهور المدرسين فهؤلاء مهما بلغ شأوهم فهم ماجمعوا حكمة الإغريق وما توصلوا إلى تفكيك نسبية أنشتاين. فلا يمكن للمدرسين إلا العمل بجميع ما استنبطه أكابر المبرمجين بحصافة الدراويش و ببلاغة العرافين .
    هي مهمة يسيرة يواجهها المدرّس تتأسس على النقل عن الكتب القديمة و سؤال ذوي الخبرة و تعتمد على استنقاص قدرات المتعلمين فهم في نظر البعض ينتمون إلى زريبة الحمير أكثر من انتمائهم لبني العقول.
    و إذا صادف أن متعلّماً سأل سؤالاً يخرج عن دائرة الدرس فالويل له و الإقصاء من القسم و الاِستهزاء به أمام أصدقائه كي لا يعيد فعلته الشنيعة فالدّرس لا تشوبه شائبة وهو موضوع للحمقى و ليس للأذكياء.
    يضيع المدرّس العربي زهرات عمره المدرسي يلاحق وهم التميّز التربوي و التفوّق التعليمي، فتراه تائهاً بين الوفاء لمعارف معلبّة و واقع تعليمي تعلمي حارق لكل المصبّرات الفاسدة ويختار المسار الذي يجنّبه الانتحار الاجتماعي بالرفت من المدارس لأنه تجاوز في التفكير .

                                             منقول 

ليست هناك تعليقات: