مرجعك الدائم للنجاح والتفوق والتنمية الذاتية، والتحضير للمباريات والكفاءة التربوية والتأهيل المهني والشؤون الإدارية

بحث هذه المدونة الإلكترونية


التربية العاطفية والذكاء العاطفي

تربويات24 ::

التربية العاطفية (1)


   ما هو الذكاء العاطفي؟ هو أن يكون لك أولا نشاط وجداني عالي، وحياة غنية بالمشاعر؛ فالجفاء العاطفي جفاف ومؤشر على الغباء العاطفي. لكن النشاط الوجداني العالي أشبه بالنشاط البركاني أو الزلزالي أو اﻹشعاعي العالي يحتاج إلى مراقبة وضبط وإلى تحكم.


تعتبر التجربة الحية وسيلتنا اﻷساس لتطوير ذكائنا وذكاء أطفالنا العاطفي؛ يجب أن نعيش كل المشاعر من حب وكراهية وغضب وحلم وفرح وخوف وحزن... وأن نعيشها في تجارب إنسانية حية لنتعلم كيف نتعرف عليها في ذاتنا وفي ذوات اﻵخرين.. وكيف نعبر عنها أو لا نعبر عنها.. وكيف نراقبها ونتحكم فيها.. وكيف نولدها لدى اﻵخرين عند الحاجة. إن الذكاء الفعلي يوجد في تجربة حية للتعلم لا في الخوف من الفشل.. والذكاء هو أن تقع في الخطأ وتتعلم منه.
    إن الشعور بالغضب مثلا هو شعور عارض لكل البشر.. فكلنا نغضب.. ومن السهل جدا أن نغضب.. لكن أن نغضب في الوقت المناسب، ومن الشخص المناسب، وللموضوع المناسب، وباﻷسلوب المناسب هو الذكاء العاطفي.. ونحن جميعاً نحتاج إلى تجارب نجاح وفشل كثيرة لكي نتعلم كيف نفعل ذلك بنجاح دائم وبانتظام.
والحب أيضا شعور إنساني طبيعي وعاطفة إنسانية سامية لكن من الغباء أن نحب 100% كما أنه من الغباء أن نكره 100%. وفي الحديث: "أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما. وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما". إن الذكاء العاطفي هو أن تحب بصدق لكن بمقدار.
    وللتربية العاطفية مسلك ثاني مكمل للتجربة الحية هو تغيير معتقداتنا السلبية حول المشاعر. إن المعتقد هو عملية ذهنية ينخرط من خلالها الشخص في أطروحات وفرضيات بشكل وثوقي.. فهي الحقيقة باعتقاده؛ كالاعتقاد بأن "الحب هو الحياة" لا جزء من الحياة.. أو الاعتقاد أنه "من النهارده مفيش أصحاب مليش أحباب..." (دعواتنا.. الله يعوض عالايام وعالليالي!).
 إن اﻷفلام السينمائية وتلفزيون الواقع والكتابات الروائية واﻷغاني العاطفية لها دور كبير في تشكيل الكثير من هذه المعتقدات الخاطئة والسلبية حول المشاعر خاصة لدى اﻷجيال الجديدة. ونحتاج إلى تطوير حس نقدي ويقظة عاطفية تجاه هذه الامبراطوريات اﻹعلامية الفتاكة، أي إلى تطوير مناعة مزدوجة فكرية وعاطفية.
   إن مشاعرنا ومشاعر أطفالنا بحاجة إلى مراقبة وضبط وإلى إدارة فعالة والتربية العاطفية رهاننا الرابح لتطوير الذكاء العاطفي.


                      سلسلة يكتبها الدكتور إدريس أوهلال

ليست هناك تعليقات: