مرجعك الدائم للنجاح والتفوق والتنمية الذاتية، والتحضير للمباريات والكفاءة التربوية والتأهيل المهني والشؤون الإدارية

بحث هذه المدونة الإلكترونية


تعلم مهارات فن التدريس ..

 
تربويات24 :
 يقصد بالمهارة " عدة معان مرتبطة، منها: خصائص النشاط المعقد الذي يتطلب فترة من التدريب المقصود، والممارسة المنظمة، بحيث يؤدى بطريقة ملائمة، وعادة ما يكون لهذا النشاط وظيفة مفيدة.


   ومن معاني المهارة أيضا الكفاءة والجودة في الأداء .
   وسواء استخدم المصطلح بهذا المعنى أو ذاك، فإن المهارة تدل على السلوك المتعلَّم أو المكتسَب الذي يتوافر له شرطان جوهريان،
أولهما: أن يكون موجها نحو إحراز هدف أو غرض معين،
وثانيهما : أن يكون منظماً بحيث يؤدي إلى إحراز الهدف في أقصر وقت ممكن.
   وهذا السلوك المتعلم يجب أن يتوافر فيه خصائص السلوك الماهر.
ويعرف كوتريل Cottrell (1999,21) المهارة بأنها: "القدرة على الأداء والتعلم الجيد وقتما نريد. والمهارة نشاط متعلَّم يتم تطويره خلال ممارسة نشاط ما تدعمه التغذية الراجعة. وكل مهارة من المهارات تتكون من مهارات فرعية أصغر منها، والقصور في أي من المهارات الفرعية يؤثر على جودة الأداء الكلي..."
المهارة في كل ميادين الحياة خاصية تميز أفرادا عن غيرهم..وأمثلة ذلك في الحياة كثيرة:
   فالنجار الماهر يتوافد عليه الناس باستمرار،ولا يجد الوقت لتلبية طلباتهم الكثيرة،على الرغم من أن المدينة تعج بأمثاله من الذين يحسنون نشر الخشب، وتركيب الأثاث، ولكنهم لا يقنعون الناس بمهاراتهم.. فيعرض عنهم الناس..
   وفي المدينة أطباء كثر، ولكن الناس يتوافدون على عينة بذاتها لا لأنها أكثر علماً، ولكنها تحسن التعامل، وتعرف ما يجب لهذا وما يليق بذاك، ويحسنون النصح، والتوجيه، وتقديم العلاج، ببشاشة، وحسن معاملة.
  وفي المدينة كثير من الأئمة، فبعض المساجد أقل إقبالا من بعضها يوم الجمعة، لا لأن هذا الإمام أكثر علما، ولكنه أكثر إقناعا، وأشد التصاقا بفقه العصر وحاجة الناس، وإلماما بنفوس المصلين..
وفي ميدان الرياضة، نرى الكثير من الذين أفل نجمهم لعدم استغلال المهارات التي يملكون، وبقي آخرون يسطعون في مختلف ميادين الرياضة يصنعون الأحداث، ويلفتون الأنظار، ويحتلون العناوين الكبرى في وسائل الإعلام.. لأنهم وظفوا مهاراتهم أحسن توظيف..
وكذلك القول في رجل التدريس، فحتى يكون ناجحا في عمله، لا بدّ له أن يمتلك هذه المهارة ويحسن توظيفها، لأن التدريس فن.. لا يحسنه كل من ملك معرفة، وارتقى في مراتب العلم. فإن المدرس الحقيقي ينبغي أن تتوفر فيه خصائص تربوية، وأخرى علمية..
فأما التي هي للتربية:
   - فحسن السلوك.. ويقصد به التصرف الذي يسلكه في كل حياته..
   - التأدب مع المحيط المتواجد فيه سواء داخل المؤسسة التربوية أو خارجها..
   - حسن معاملة المتعلم.. ومراعاة الحالات النفسية والميولات الفردية..
   - اعتبار المتعلم في حاجة إليه دائما.. والاقبال على حاجته بسرور وبشاشة..
   وبالعودة إلى حياتنا التعلمية في الماضي، وبالذاكرة إلى الذين مروا أمامنا على سبورات الأقسام ومصطبات التدريس، تبقى صورة ذلك المربي الحنون، المتأدب مع الجميع، الحيي، الذين يسأل عن الغائب، ويهتم بالقليل التحصيل، ويكثر من النصائح، ولا يقلق من كثرة الأسئلة، ولايتأخر في تقديم المعلومة الصحيحة، ولا يستحي من إرجاء الأخرى التي فيها شك وظن إلى الحصص القادمة، ويتابع الأعمال بكل لطف، ويقدر تأخر المحاولين، ويثني على عمل المقبلين..
   مثل هذه النماذج مازالت راسخة في أذهاننا ولا يمكنها أن تزول.
أما التي زالت من الذاكرة، فلأن أصحابها لم يكونوا يملكون مهارة فن التدريس.. وكانوا يملأون أوقاتنا بالفراغ المعرفي، والمهاترات، والصراعات الجانبية، والإخراج من القسم لأدنى سبب، والصدامات ، لأنهم يعوِّضون الفراغ التربوي بكتل من الصياح، والتهديد.. وهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعا.. لكنهم أساؤوا إلى أنفسهم أولا وإلى المجتمع ثانيا..
  أما التي للعلوم:
   فهي مجموعة مواصفات تتعلق بالجانب المعرفي الذي ينبغي أن يكون عليه المدرس:
   - الكفاءة العلمية في الاختصاص، فلا ينبغي أن نطلب من متحصل على شهادة في الفيزياء أن يدرس الفلسفة أو التاريخ..
   - قوة الشخصية والاعتداد بالنفس، والثقة من المعرفة التي يقدمها..
   - القدرة على تبسيط المعرفة الأكاديمية للمتعلمين.. فهو يحفز التلاميذ، ويحسن توجيههم.. وتوضيح الغامض..
   - يحسن تصميم الموقف العلمي، وبإثارة التلاميذ وتحفيزهم ..
   - يملك المهارة الكافية على إدارة النقاش، وخلق جو من الحوار الهادف، وتوجيه دفته صوب الكفاءات المستهدفة.. ولا يتدخل إلا في الضرورة، يسمع أكثر مما يتكلم..[يجعل المتعلمين دائما في شوق إلى رأيه..]
   - يتقبل وجهات النظر المختلفة ويقارب بينهما، ولا يرفض بعنف الأفكارالتي تعارض الرأي العام، بل يصقلها ويهذبها، ويقنع صاحبها بالفكر والرأي الصحيح والمناسب.
   - يحترم أراء التلاميذ، وميولاتهم.. ولا يغلق الدرس على المعرفة الموجودة في الكتاب المقرر..
   - يقيم أعمال تلاميذه باستمرار، ويراقب مدى تنمية مهاراتهم، وتطور أفكارهم..
   - يميز بين قدرات التلاميذ، ويحترم الجميع، ولا يفضل بينهم إلا بالسيطرة التي يفرضها بعض التلاميذ..[التلميذ القائد]..
- مراعاة الحالات النفسية، والظروف الإجتماعية للتلاميذ ليحسن التعامل المعرفي والتربوي مع الجميع..
- ينبغي أن يكون واضحاً أمام تلاميذه، ولا ينغلق علميا ولا تربويا على نفسه..
   هذه بعض الخصائص التي ينبغي لرجل التربية أن يكتسبها ليكون قادرا على التدريس، ومالكا لمهارة فن التدريس.. وهي كما ترى تعتبر من أأكد المؤكدات المميزة، والملتصقة بشخصية رجل التربية.. وهي رسالة عظيمة وخطيرة في المجتمع، لا ينبغي علينا إهمالها..

                                                             بابل

ليست هناك تعليقات: