مرجعك الدائم للنجاح والتفوق والتنمية الذاتية، والتحضير للمباريات والكفاءة التربوية والتأهيل المهني والشؤون الإدارية

بحث هذه المدونة الإلكترونية


خواطر من فيض الخاطر : معلم وأفتخر

تربويات24 :

  كفاح معلم

  المهنة : موعاليم!
    نحن جيل السبعينات حصلنا على البكالوريا في التسعينات بميزات جيدة لنجد أنفسنا بين أحضان مراكز تكوين المعلمين والمعلمات، حيث قضينا بها أمتع اللحظات.

عروض ودروس، مسابقات ومسرحيات، وبين كل هذا وذاك ألف حكاية ورواية. هنا بدأت أحلامنا تترنح، وطموحاتنا تتوسع ... "غسلوا" أدمغتنا بالنظريات و البيداغوجيات، و باركوا لنا رقم تأجير سيلازمنا حتى القبر.  أخبرونا أن المجتمع سيحترمنا، فإذا به ينعتنا بأقبح النعوت:( "سقرام"، مسكين ...) فصرنا نكره كلمة معلم مرادفة الفقر و "التسقريم" حسب مفهوم بعضهم آنذاك ... وصرنا أبطالاً للنكتة و التندر، ونموذجاً للتقدير والاحترام. أرسلونا، فيما يشبه النفي، إلى الفيافي و الصحاري و الجبال، "عذبونا"، بنوا لنا "براريك" سموها أقساماً، و "أقفاصاً" بلا مراحيض. لا ماء ولا كهرباء، شموع ودموع، أنين وحنين ...
   أنا ههنا يا حبيبتي تطوان، عذراً لك. لقد غيّرت العنوان في مرحلة العنفوان، فبلّغي سلامي للأهل والإخوان، ولا تجزعي فسألتقي بك ثانية، رغم التضاريس العاتية، والظروف القاسية. فهل تسمعين ندائيه ؟؟ لا تبك عينك يا منير، واشتغل بمبدأ الضمير، بعيداً عن رضى المدير، حتى أشقاؤك بين الجبال معينون، وما استقر بهم مقام، فبلغ الرسالة ، وحافظ على الأمانة رغم البعد عن الحضارة، فقد حاربت ويلات البطالة، واحلم بمستقبل كريم، فالطير وهي حبيسة تشدو وتزقزق .
   قطعنا مئات الكيلومترات على متن الحافلات والسيارات والشاحنات وبعض الحيوانات. مشينا على الأقدام في المرتفعات والمنحدرات والمنعرجات. هاجمتنا الكلاب الضالة، وأزعجتنا العقارب والأفاعي السامة، قاتلنا الفئران وأغلقنا البنيان ... استجدينا الخبز والماء... بتنا في الخلاء ... أبكتنا العزلة و الحنين ... أتذكر جملة صدح بها أحدنا في وجه مسؤول : ( الأجرة هي فقط تعويض عن شبابي المدفون في هذا الجبل!) ... حضرنا الجذاذات وربينا الدجاجات وشربنا الحليب من الزجاجات ... اشتغلنا مع المعلمات وزودناهن بالمعلومات وقت الأزمات ورفعنا لهن المعنويات لمواصلة المشوار وعدم الرجوع إلى الدار حتى انسجمن مع الواقع الجديد الذي لا مفر منه. صمدنا... انتقلنا من الجبل إلى السهل ... حاربنا الأمية ... صنعنا جيلا يقرأ ... يكتب ... يعي ... نظموا لنا الامتحانات المهنية، نجحنا في السلاليم تباعاً، وتحسّنت ظروفنا المادية فاقتسمنا حوالاتنا مع وسائل النقل وشبكة الاتصالات ومساعدة إخواننا في مشوارهم الدراسي.(...) وعدنا الوفا ورحل ! عاد بلمختار والوزارة لا زالت تبحث عن منهجية الإصلاح التي ستختار لتصحيح المسار ومواكبة التطورات، فاهتدت للمشاورات لمعرفة الانطباعات و تقديم المقترحات ... شهرت بنا المنابر الإعلامية، وقالت : هذا هو حال المنظومة التعليمية، بمجرد أحداث انعزالية ...، و لأن الأمل في الله دوما قائم، و من أجل رد الاعتبار، فإننا لم نتعب يوما من حمل الرسالة النبيلة و بإصرار .
   ومن لم يعجبه قلمي، أبلغ له سلامي، أنا فقط عبرت عن آلامي وأحزاني في غابر أزماني. ولا زلت في منتصف مشواري، وقد تغيرت أحوالي. ومن لا يعرفني فعار عليه أن يتهمني.
   المهنة ( موعاااااااااااااليم! ) وأفـــــــــــتـــــــــــــــخـــــــر

ليست هناك تعليقات: