تربويات24 >> |
انطلاقا من هذا الإطار المرجعي وما رافقه من مشاريع تطوير وتجديد المدرسة المغربية، برزت مقاربة التربية على القيم والتدريس ببيداغوجيا الكفايات والتربية على الاختيار، كإضافة نوعية، وركيزة أساسية من الركائز التي يقوم عليها العمل التربوي كهدف لتطوير المجتمع وذلك لأسباب متعددة.
أولاً: مفهوم القيم:
1- القيم في اللغة:
القيم: جمع قيمة " وأصل القيمة الواو، ومنه: قومت الشيء تقويماً، وأصله أنك تقيم هذا مكان ذاك.
فأصلها قَوَمَ قال ابن فارس: "القاف والواو والمقيم صحيحان، يدل أحدهما على جماعة ناس – قوم وأقوام – وربما استعير في غيرهم، والآخر على انتصاب أو عزم – قام قياماً –".
القاموس: "القيمة بالكسر: واحدة القيم، وماله قيمة إذا لم يدم على الشيء، والقَوام: العدل وما يعاش به، والقِوام: نظام الأمر وعماده وملاكه".
وقال الراغب في المفردات "القيام والقوام: اسم لما يقوم به الشيء ويثبت كالعماد والسند، لما يعمد ويسند به " كقوله تعالى: (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً)".
2- القيم في الفلسفة
"يطلق لفظ القيمة من الناحية الموضوعية على ما يتميز به الشيء من صفات تجعله مستحقاً للتقدير كثيراً أو قليلاً، فإن كان مستحقاً للتقدير بذاته، كانت قيمته مطلقة، وإن كان مستحقاً للتقدير من أجل غرض معين كانت قيمته إضافية".
وقد جرت عادة الباحثين في نماذج القيم وصنوفها بأن يردوها إلى ثلاث هي: الحق والخير والجمال، ومع أن هذا التقسيم ليس محل اتفاق بين الباحثين، حيث أضاف بعضهم قيماً جديدة، كما شكك آخرون في بعض هذه القيم، إلا أن "تقسيم القيم إلى ثلاث قيم هي الحق والخير والجمال هو ما تبناه غالب من عرض لمشكلة القيمة " وتختص فلسفة الأخلاق بالبحث عن الخير.
واختلف في طبيعة القيمة في هذه الأوصاف:
- فقيل أنها صفة عينية في طبيعة الأقوال والأفعال والأشياء وعليه فهي ثابتة لا تتغير بتغير الظروف والملابسات،وبهذا قال المثاليون العقليون، وبهذا المعنى تطلب لذاتها.
- وقيل أنها صفة يخلعها العقل على الأقوال والأفعال والأشياء طبقاً للظروف والملابسات، وبالتالي تختلف باختلاف من يصدر الحكم، وبهذا قال الطبعيون.
وأحدث الاتجاهات الفلسفية ترجح كون هذه القيم عينية على كونها معاني عقلية
3- القيم في الاصطلاح
عرفت القيم في الاصطلاح بعدة تعريفات منها:
أن القيم هي (مستوى أو مقياس أو معيار نحكم بمقتضاه ونقيس به ونحدد على أساسه
المرغوب فيه والمرغوب عنه ).
كما عرفت بأنها: (القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية وتختلف بها عن الحياة الحيوانية كما تختلف الحضارات بحسب تصورها لها).
وعرفت بأنها : (حكم يصدره الإنسان على شيء ما مهتديا بمجموعة المبادئ والمعايير التي ارتضاها الشرع محددا المرغوب فيه والمرغوب عنه من السلوك)
ثانيا: أهمية القيم في حياة البشر
للقيم أهمية عظيمة في حياة المجتمع بكل أطرافه ، فالمجتمع الملتزم بالقيم مجتمع راق تسوده الطمأنينة والاحترام وما ذاك إلا ثمرة من الثمار الطيبة للقيم .
إن القيم العليا وهي (الحق والعبودية والعدل والإحسان والحكمة ) تجعل من الفرد في المجتمع إنسانا سويا مطمئن النفس راقي الطباع، ملتزم بالحقوق قائم بحق الله تعالى وحق عباده، قائم بالعبودية لله وحده وهذا من أهم أسباب استقرار النفس الإنسانية، ملتزم بالعدل في كل أحواله محسن حكيم.
أما القيم الحضارية وهي (الاستخلاف والحرية والمسؤولية والمساواة والعمل والقوة والأمن والسلام والجمال ) فهي تكشف عن جانب الحضارة في المجتمع وتضبط سلوك الأفراد تجاه المجتمع ،فالتزام كل فرد بهذه القيم ينشر السلام في المجتمع ويجعله قويا متماسكا.
وأما التزام الأفراد بالقيم الخلقية كالصدق والبر والأمانة والأخوة والتعاون والوفاء والصبر والشكر والحياء والنصح والرحمة وغيرها فلا يخفى ما فيها من مصالح للفرد والمجتمع فبها تقوى الروابط ويسود الاحترام.
إن مجتمعا تسوده القيم يبقى مجتمعا مطمئنا تكثر فيه الفضيلة وتتضاءل فيه الرذيلة وهذه غاية القيم.
ثالثا: أنواع القيم
بما أن القيم تشمل النشاط الإنساني بكافة جوانبه،ويمكن تقسيمها حسب المعايير التالية:
أ- من حيث المضمون: - قيم دينية، وطنية، اقتصادية، اجتماعية، أخلاقية، جمالية، روحية، ثقافية...
ب- من حيث المقصــــد: - قيم وسائلية مثل المال والمتاع، وقيم غائية مثل العدل، والحياة، والكرامة.
ج- من حيث الشــــــــدة : - قيم ملزمة: الكليات الضرورية، وقيم تفضيلية: الحاجيات، وقيم مثالية: التحسينات.
رابعا: القيم في المنهاج
في إطار مراجعة البرامج والمناهج ، تم تبني المقاربة البيداغوجية بالكفايات، و تم اعتماد التربية على القيم كاختيار أساسي. فلماذا تم تبني التربية على القيم؟ و كيف تمت أجرأة ذلك على مستوى البرامج التربوية ؟
إن الانفجار المعرفي الهائل، الذي يعرفه عالم العولمة الموحش، وما نتج عنه، من مظاهر التبعية العمياء، وفق اتجاهين:
1- تفسخ أخلاقي وانحلال وانتشار العنف، و عدم الشعور بالمسؤولية، و ما صاحب ذلك من مظاهر الرشوة وغيرها من الأمراض الاجتماعية التي تفشت بشكل خطير.
2- اتجاه أخر متطرف و متشدد، تكفيري، يؤمن بالعنف و يتبنى طروحات، تتجاوز حدود الوطن . لهذا أصبحت الضرورة ملحة لان تتحمل المدرسة مسؤولياتها كاملة في نقل القيم إلى أجيال المستقبل و تطهيرها من كل الشوائب، حفاظا على تماسك المجتمع ورقيه وازدهاره . وهكذا اعتبر الميثاق الوطني للتربية والتكوين، بأن التربية على القيم، غاية أساسية لمخرجات التعليم، التي تتطلع إلى إنسان مغربي صالح، مؤمن بثوابته الدينية والوطنية والثقافية. إنسان منفتح ومرن في تعامله بعيدا عن كل تعصب و تزمت. ومن هنا جاء التركيز على قيم العقيدة الإسلامية السمحة، و قيم الهوية الحضارية ومبادئها الثقافية والأخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان ومبادئها الكونية. لأن مجتمعنا أصبح في حاجة ماسة إلى تنمية الوعي بالواجبات الوطنية والدينية، وإلى تنمية القدرات والمهارات التي تؤهل الأفراد للمشاركة الإيجابية في الشأن المحلي و الوطني، حتى تتحقق التنمية المستدامة المنشودة. وأضحى الفرد في حاجة ملحة إلى الثقة بالنفس والاعتزاز بتاريخه وثقافته الغنيتين. والافتخار بما يزخران به من تنوع وتعدد و ثراء.
و لتحقيق هذه المواصفات تم إدراج ما ينمي هذه القيم ويدعمها من المراحل الأولى للتعليم. فمثلا إذا ألقينا نظرة خاطفة على محتويات المقررات، نجد
بالمستوى الرابع:
1- خصصت مجموعة من المجالات لهدا الغرض كالمجال الأول - القيم الإسلامية والوطنية والإنسانية -. و قد أدرجت نصوص قرائية تغدي تلك القيم و تدعمها عند الشخص، مثل نص ( لنتحد ضد الحاجة ) نص (اللقاء الخالد) وهو قطعة شعر حول استرجاع المغاربة لصحرائهم.
وهناك مجال أخر وهو مخصص للخدمات الاجتماعية نجد به نص عن مأوى العميان - ونص عن خدمات الهلال الأحمر المغربي.
2- إدراج مادة التربية على المواطنة بهذا المستوى والتي تضم جملة من الدروس تصب كلها في اتجاه تدعيم القيم مثل: أعي ذاتي كإنسان، أهمية العمل الجماعي، أقدر ذاتي كما انأ، اقدر الآخر كما هو، كيف أشتغل في مجموعة
المستوى الخامس:
كّذلك تم تخصيص مجال للقيم الإسلامية والوطنية والإنسانية. حيث نجد نصوصا مثل: كلنا أخوة ، ولد الهدى، غريب في وطنه سبتة. وهناك مجال أخر تحت عنوان البيئة وحقوق الإنسان به نص قرائي حول الإنصاف والمصالحة، ونص شعري حول الديمقراطية جاء فيه:
ليس شعب من الشعوب بعبد لا و لا أمة ببعض الإماء
لم أجد في الحياة مثل المساواة أساسا لكل باني بناء
قل لمن يدعون فضلا على الناس أرونا فضل الفضلاء
أما في مادة التربية على المواطنة، غنجد دروسا من قبيل: ما هو حقي - ما هو الواجب و المسؤولية - العلاقة بين حقي و حق الآخر - الحق في الاختلاف -كيف نمارس مواطنتنا في المدرسة - كيف أخطط وأنجز مشروعا لفائدة جماعتي.
في مادة التربية الإسلامية نجد درس: التسامح - أدب السلوك - الاتحاد قوة - اجتناب الظلم .
بالنسبة للمستوى السادس:
هناك أيضا مجال خاص بهده القيم يحوي دروسا في القيم من قبيل: الإخوة في الإسلام - يا بلادي - فوائد التعاون - نص الحرية - يوم عيد وطني - نص شعري أخي الإنسان.
وفي مادة التربية على المواطنة فهناك دراسة تامة لاتفاقية حقوق الطفل الدولية، و تعريف الطفل بكل حقوقه الأساسية – دروس: معنى المصلحة الفضلى - معنى عدم التمييز - حقي في المشاركة في اتخاذ القرارات التي تهمني - حقي /واجبي في المشاركة في تنمية جماعتي محليا ووطنيا.
2- اتجاه أخر متطرف و متشدد، تكفيري، يؤمن بالعنف و يتبنى طروحات، تتجاوز حدود الوطن . لهذا أصبحت الضرورة ملحة لان تتحمل المدرسة مسؤولياتها كاملة في نقل القيم إلى أجيال المستقبل و تطهيرها من كل الشوائب، حفاظا على تماسك المجتمع ورقيه وازدهاره . وهكذا اعتبر الميثاق الوطني للتربية والتكوين، بأن التربية على القيم، غاية أساسية لمخرجات التعليم، التي تتطلع إلى إنسان مغربي صالح، مؤمن بثوابته الدينية والوطنية والثقافية. إنسان منفتح ومرن في تعامله بعيدا عن كل تعصب و تزمت. ومن هنا جاء التركيز على قيم العقيدة الإسلامية السمحة، و قيم الهوية الحضارية ومبادئها الثقافية والأخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان ومبادئها الكونية. لأن مجتمعنا أصبح في حاجة ماسة إلى تنمية الوعي بالواجبات الوطنية والدينية، وإلى تنمية القدرات والمهارات التي تؤهل الأفراد للمشاركة الإيجابية في الشأن المحلي و الوطني، حتى تتحقق التنمية المستدامة المنشودة. وأضحى الفرد في حاجة ملحة إلى الثقة بالنفس والاعتزاز بتاريخه وثقافته الغنيتين. والافتخار بما يزخران به من تنوع وتعدد و ثراء.
و لتحقيق هذه المواصفات تم إدراج ما ينمي هذه القيم ويدعمها من المراحل الأولى للتعليم. فمثلا إذا ألقينا نظرة خاطفة على محتويات المقررات، نجد
بالمستوى الرابع:
1- خصصت مجموعة من المجالات لهدا الغرض كالمجال الأول - القيم الإسلامية والوطنية والإنسانية -. و قد أدرجت نصوص قرائية تغدي تلك القيم و تدعمها عند الشخص، مثل نص ( لنتحد ضد الحاجة ) نص (اللقاء الخالد) وهو قطعة شعر حول استرجاع المغاربة لصحرائهم.
وهناك مجال أخر وهو مخصص للخدمات الاجتماعية نجد به نص عن مأوى العميان - ونص عن خدمات الهلال الأحمر المغربي.
2- إدراج مادة التربية على المواطنة بهذا المستوى والتي تضم جملة من الدروس تصب كلها في اتجاه تدعيم القيم مثل: أعي ذاتي كإنسان، أهمية العمل الجماعي، أقدر ذاتي كما انأ، اقدر الآخر كما هو، كيف أشتغل في مجموعة
المستوى الخامس:
كّذلك تم تخصيص مجال للقيم الإسلامية والوطنية والإنسانية. حيث نجد نصوصا مثل: كلنا أخوة ، ولد الهدى، غريب في وطنه سبتة. وهناك مجال أخر تحت عنوان البيئة وحقوق الإنسان به نص قرائي حول الإنصاف والمصالحة، ونص شعري حول الديمقراطية جاء فيه:
ليس شعب من الشعوب بعبد لا و لا أمة ببعض الإماء
لم أجد في الحياة مثل المساواة أساسا لكل باني بناء
قل لمن يدعون فضلا على الناس أرونا فضل الفضلاء
أما في مادة التربية على المواطنة، غنجد دروسا من قبيل: ما هو حقي - ما هو الواجب و المسؤولية - العلاقة بين حقي و حق الآخر - الحق في الاختلاف -كيف نمارس مواطنتنا في المدرسة - كيف أخطط وأنجز مشروعا لفائدة جماعتي.
في مادة التربية الإسلامية نجد درس: التسامح - أدب السلوك - الاتحاد قوة - اجتناب الظلم .
بالنسبة للمستوى السادس:
هناك أيضا مجال خاص بهده القيم يحوي دروسا في القيم من قبيل: الإخوة في الإسلام - يا بلادي - فوائد التعاون - نص الحرية - يوم عيد وطني - نص شعري أخي الإنسان.
وفي مادة التربية على المواطنة فهناك دراسة تامة لاتفاقية حقوق الطفل الدولية، و تعريف الطفل بكل حقوقه الأساسية – دروس: معنى المصلحة الفضلى - معنى عدم التمييز - حقي في المشاركة في اتخاذ القرارات التي تهمني - حقي /واجبي في المشاركة في تنمية جماعتي محليا ووطنيا.
إعداد : الميلودي بنساسي (مفتش تربوي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق