مرجعك الدائم للنجاح والتفوق والتنمية الذاتية، والتحضير للمباريات والكفاءة التربوية والتأهيل المهني والشؤون الإدارية

بحث هذه المدونة الإلكترونية


التنمية والإنفتاح في المناهج الدراسية

تربويات24 >>
   تعتبر المؤسسة التعليمية فضاء اجتماعيا مصغرا تعكس كل العلاقات الاجتماعية والطبقية الموجودة في المجتمع. ومن ثم، فهناك ثلاثة أنماط من المؤسسات التعليمية التي تتراوح بين الانغلاق والانفتاح: مدرسة تغير المجتمع كما في المجتمع الياباني ،
ومدرسة يغيرها المجتمع كما في دول العالم الثالث، ومدرسة تتغير في آن معا مع تغير المجتمع كما في الدول الغربية المتقدمة.
و تسعى المدرسة المغربية الوطنية الجديدة إلى أن تكون:
أ- مفعمة بالحياة، بفضل نهج تربوي نشيط، يتجاوز التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم الذاتي، والقدرة على الحوار والمشاركة في الاجتهاد الجماعي؛
ب- مفتوحة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة، والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن، مما يتطلب نسج علاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي".
فأين يتجلى الانفتاح والتنمية في المناهج الدراسية؟
   الانفتاح على العالم ومسايرة التطور والتقنيات الحديثة ضرورة   لابد منها لأن صنع الأجيال يحتاج من الامكانات الكثير خصوصا بما يتواءم مع البيئة والشكل العام للعالم ككل وحركة التغيير دائبة بواسطة الطفرات العلمية المستمرة والتي وصلت إلى مستوى بالكاد يتسنى لنا معرفة أطرها وحدودها وأنه تم اختراع الجهاز الفلاني أو استخدام التقنية الكذائية في المجالات المختلفة فضلا عن التعليمية والمناهج الدراسية والاساليب المستخدمة في إيصال المعلومات للطلبة والتحديث المستمر فيها ليصل طالب المتوسطة في تلك الدول ان لم نقل الابتدائية الى مستوى علمي يفوق طالب الجامعة عندنا وهذا مما نأسف عليه كثيرا ولاينفع الأسف بل يدعونا إلى اللحاق بركب عجلة التطور والتحديث في الأساليب والآليات التي أكل عليها الدهر وشرب.
   إن المناهج الدراسية التعليمية وعلى مختلف المستويات تمثل أحد أعمدة ثالوث العملية التعليمية المتكونة من (الطالب والأستاذ والمنهج)، ولكل من هذه العناصر الثلاثة دور مؤثر في تحريك المسيرة التعليمية الى الأمام. لذلك نرى ان الاهتمام بالمناهج الدراسية وتطويرها بات أمرا ضروريا وحاجة ملحة تتطلب تضافر جهود الجميع لتحديث هذه المناهج وتطويرها.
الانفتاح في المناهج الدراسية:
من خلال انفتاح المؤسسة :
- نسج علاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي. وأن تكون مؤسسة منفتحة وقاطرة للتنمية على مستوى كل جهة من جهات البلاد وعلى مستوى الوطن ككل
- تتبنى تكوين المواطن الصالح والانفتاح على المحيط المجتمعي من أجل تطويره وتنميته
- يتم ربط المدرسة بالحياة والواقع العملي والانفتاح على المحيط السوسيواقتصادي من أجل تحقيق أهداف برجماتية نفعية وعملية من أجل تحقيق المردودية الكمية والكيفية أو الجودة للمساهمة في تطوير المجتمع حاضرا ومستقبلا عن طريق الاختراع والاجتهاد والتجديد والممارسة العملية ذات الفوائد المثمرة الهادفة كما عند جون ديويDEWY أو جعل المدرسة للحياة وبالحياة كما عند دوكروليDOCROLY أو خلق مجتمع تعاوني داخل المدرسة كما عند فرينيه. إذاً، فالمدرسة كما قال ديوي ليست إعدادا للحياة بل هي الحياة نفسها.
- انفتاح المؤسسة على محيطها السوسيواقتصادي عبر خلق مشاريع تربوية وشراكات بيداغوجية واجتماعية واقتصادية مع مؤسسات رسمية ومدنية ومع مؤسسات عمومية وخاصة كالاتصال بالسلطات والجماعات المحلية الحضرية والقروية والمجتمع المدني والأحزاب والجمعيات وآباء وأمهات التلاميذ وأوليائهم والمقاولات والشركات والوكالات والمكاتب العمومية وشبه العمومية قصد توفير الإمكانيات المادية والمالية والبشرية والتقنية.
- انفتاح المؤسسة التعليمية على سوق الشغل قصد محاربة البطالة وخاصة بين صفوف حاملي الشواهد العليا وتزويد السوق الوطنية والمقاولات بالأيدي العاملة المدربة خير تدريب والأطر البشرية ذات الشواهد التطبيقية والعملية والتي تتصف بالكفاءة والجودة قصد تحقيق تنمية شاملة على جميع الأصعدة والمستويات
- من خلال المناهج والبرامج:

- عند وضع المناهج والبرامج الدراسية يجب اعتبار مجموعة من المعايير والمقاييس والمواصفات الضرورية لتأهيل تعليمنا لكي يلتحق بركب التنمية والتطور والازدهار. ومن أهم هذه المعايير: الحداثة والمعاصرة والاستجابة لحاجيات المجتمع ومؤسساته الاقتصادية.
- الانفتاح على مستجدات العلوم والفنون والآداب والتكنولوجيا.
- الانفتاح على الثقافات الأخرى عن طريق تدريس اللغات الأجنبية
- قيام هذه المناهج على فلسفة الكفايات استجابة لمتطلبات السوق والعولمة ومتطلبات المقاولة المغربية أو المستثمرة داخل المغرب.
- تطوير المناهج بتطور الطرائق البيداغوجية الحديثة لمواكبة التطور العالمي في مجال التواصل والإعلاميات والتطور التقني.
- الانفتاح ومسايرة متطلبات العولمة على مستوى البرامج والمناهج الدراسية. ولا يعني هذا إهمال الموروث المحلي الخصوصي والقيم الوطنية ، فلا بد من تجزيء المناهج والبرامج لتراعي ثلاثة جوانب أساسية، وهي:
1 - الثقافة العالمية ذات البعد الإنساني؛
2 - الثقافة الوطنية؛
3 - الثقافة المحلية.
- تطبيق فلسفة الكفايات أثناء وضع البرامج والمناهج التعليمية – التعلمية من أجل تكوين متعلم قادر ذاتيا على حل الوضعيات والمشاكل التي ستواجهه في الحياة العملية الواقعية. ولم تعد المدرسة كما كانت مجرد وحدة إدارية بسيطة منعزلة ومنغلقة مهمتها تطبيق التعليمات والبرامج والقوانين، بل أصبحت مؤسسة فاعلة في المجتمع تساهم في تكوين وتأطير قوة بشرية مدربة قادرة على تسيير دواليب الاقتصاد وتأهيل المجتمع صناعيا وفلاحيا وسياحيا وخدماتيا.
- الكتب المدرسية ينبغي أن تكون ذات محتويات حيوية وديناميكية مرتبطة بالفضاء الذي يعيش فيه التلميذ، وأن تواكب المستجدات في ميدان الإعلام والتواصل والإحصاء كما هو الشأن في المواد الاجتماعية، وأن تراعي هذه الكتب والمقررات ميولات التلميذ وأهوائه وقيمه الوطنية والدينية والحضارية، وأن تبتعد عن تكريس إيديولوجيات معينة، بل عليها أن تكون ذات محتويات إنسانية عادلة وذات أبعاد اجتماعية ديموقراطية.
- تغيير المقررات الدراسية مع تغير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمواكبة المستجدات الموجودة في الساحة العلمية والفنية والأدبية والتقنية
إن الانفتاح استوجبته كثير من الحيثيات الظرفية والسياقية كالعولمة والبطالة والمنافسة الدولية ومتطلبات الاستثمار وترشيد النفقات عن طريق خلق شراكات ومشاريع المؤسسات والارتكان إلى سياسة اللاتمركز لتحقيق شعار الجهوية و الجودة والقرب والديمقراطية المحلية.


                             إعداد : الميلودي بنساسي (مفتش تربوي)

ليست هناك تعليقات: